محمد بن ملحم بن فارس المزيد شيخ فخذ الحسنة من عنزة .خلال الحرب العالمية الاولى. أعدم الأتراك الشيخ محمد بن ملحم وقالوا:كان إعدامه لشقاوته ونزواته العديدة,وهذا ادعاء كاذب والصحيح انه همّ مع قبيلته باللحاق بالأمير فيصل بن الحسين,فألقت الحكومة القبض على في قرية الهيجانة من أعمال غوطة دمشق وسجنته ومن ثم أعدمتهفارس مغوار
وكان الشيخ محمد الملحم المذكور من الفرسان المغاوير,وتحدث عنه (اسكندر يوسف الحايك اللبناني في كتابه"رحلة في البادية" وقد اجتمع به في بادية القريتين في شهر نيسان من عام 1914م فدعاه إلى مضاربه.فمما قاله السيّد الحايك في وصف هذا الشيخ وقبيلة الحسنة
اصابتة محمد بن ملحم بالعرج
منت لاحظت بالشيخ محمد الملحم عرجاً فسألته عن سبب ذلك,فأجابني قائلاُ قتل والدي وكنت غلاماً قاصراً فانتقلت مشيخة قبيلتنا الى عمّي ثم أتفق أن قتل عميّ فأراد أولاده أن يستأثروا بالمشيخة وكنت أولى بها منهم فتنازعنا على المشيخة وتحاربنا وأخيراً تغلّبت على أبناء عمي وأصبحت شيخ قبيلة,وفي خلال هذا المعارك التي درات بيننا أصبت بضربة سيف في رجلي كانت سبب عرجي ولما كانت الوسائل الطبيّة والصحيّة بعيدة المنال في هذه الفيافي لم يتسن لي أن أعالج فبقيت على عرجي كما ترى. قلت:وماذا فعلت بأبناء عمّك بعد انتصارك عليهم؟ قال محمد الملحم تركتهم وشأنهم حافظاً كرامتهم ساهراً على راحتهم كل السهر وهم الآن يعيشون معي لا حقد بيننا ولا ضغينة ويعترفون لي بالمشيخة خاضعين لأحكامي مثل كل فرد من القبيلة ولا تعجب إذا قلت إنهم اشد أعواني غيرة على وحباً لي.
زيارة مضارب الحسنة للحايك اللبناني
إلى أن نتيهنا إلى مضارب القبلية وقد استقبلتنا كوكبة من الفرسان بأهازيج الطرب وأناشيد الفرح قائلين (تشريفكم غالي شتير) وكانوا جميعهم يردّدون بصوت واحد ( يامرحبا بالضيوف يامرحبا) وماهي إلا برهة وجيزة حتى شرعوا بألعاب رياضية تذهل الألبان وأهم مايذكر هو تحرك الخيل,حينما تريد الفرسان أن تهاجم حيث ترى الجواد مسرعاً من ذات نفسه إلى الموقع الملائم لفارسه فكأنه يدرك مايجب عليه من توقير العناء على فارسه
عدد وفير من الفرسان
لم أر هذا العدد الوفير من الفرسان من يمسك بيده لجاماً أو رسناً .بل كان كل فارس منهم يلاعب فرسه ويديرها حسبما يشاء بإشارة من سيفه أو رمحه أو بندقيته لأن كل واحد منهم كان يحمل هذه الأسلحة الثلاثة, وعلى صدره صفوف طلقات البندقية والسيف على جنبه والبندقية على كتفه والرمح بيد اليسرى ممدوداَ عرضاً على سرج الفرس.ومنهم من يضع البندقية على راس الفرس بين اذنيه, والفرس يعدو ولايجرّك رأسه ومنهم من يضع الرمح على سرج فرسه عرضاً متوازناً فلايع الرمح رغم كثرة الألعاب وسرعة حركات الفرس واختلافها وكثيرون منهم يدورون من تحت بطن الفرس,ثم يعودون ركبّاً على السرج رغم أن الفرس يعدو بسرعة البرق ومنهم من يطرح سيفه على الأرض بعيداَ ثم يأتيه وفرسه ينهب الأرض نهباً فيلتقطه من قبضته رغم سرعة الفرس ويستوي جالساً على سرج فرسه.
قاموا بها أمامنا تكريماً
ومثل هذه الالعاب كثيرة ومدهشة قاموا بها أمامنا تكريماً ,وثبت لدينا أنهم أمهر فرسان البادية الذين شاهدناهم في رحلتنا هذه أنتهى.
شعر محمد بن ملحم المزيد
قصيدة الشيخ محمد الملحم شيخ قبيلة الحسنة وهو ابن أخت أمير الموالي الجنوبيين الأمير الشايش العبدالكريم وصهره قالها من داخل سجون العثمانيين عندما اسروه عام 1916 م ؟أثناء اندلاع الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي:
يقـول محمد الملحـم قصيدا * بيوت مسطّـرة وسـط الكتاب
سطوري تنقرا من عقب منّي * وعلمي بالفـوارس والحـراب
أنا من كان طابع لي زمـاني * عقيد القـوم خدّم في وركـاب
أنا اللي أرسلت علم للسـرابا * حرام إن كـان يتراجع جواب
أنا اللي كـان لي سطوة قويّة * فوارس من لمـع سيفي تهـاب
رجال البغض دسّوا دسايس * وجـالي أمـر احضرا للطلاب
ألا يا طـارش الخـلاّن سلّم * على الديـرة ومع كـل الـقراب
وسلّم لي على حمص العذيّـة * وعلى كلّ من دق بالبيدا طـناب
وسلّم لي على سعـود عمّي * وقله مـا حسـبنا هــالحسـاب
ألا يـا عمّ من ضـيم الليالي * نـذوق المرّ من كـثر العـذاب
ووصلّي سـلامي للرفــاقة * وكل من دقّ مـا بين الحـراب
وذكرهم لقـانا بوسـط وادي * أسـود الغاب مـا بـين الحراب
أنا مع عزوتي والعبد مـفلح * نشوف المـوت ندحم مـا نهاب
من النقعة للرستن وصلنا * وبأرض الــشام ربينا الصحاب
حزينـة ديرة الشهبـ ا علينا * وبعد خيـولنا تشـكي الخـراب
وعـاد اليوم داير في ديارك * غراب البـين سـاكـن بالجناب
وأنا اللي أحسب الدني ا تدوم* وأثاري الموت ما عنه هراب
أسير للعدا على الشام دربي* على حبس غـدا بأربع بواب
جميـع الشـام تتفرج عليـنا * ودمعي فوق وجناتي سـكاب
بكيت لموقفي ومصار فيني* ودمع العين منه الصخر ذاب
أنا المحبوس ومقيّد بطوق * وحولي عسكر شبه الذياب
إله الكون مطلوبي بحمرا * وبيدي السيف اهجم كالنشّاب
وأطوح في عساكرهم جميعاً* وبـأخذ ثأر من قوم كلاب
يا برزة وين خيّالك محمد * غدا مطروح ما يرّد الجواب
يقولون الأمير وشهو حواله * غداً مطروحاً ما رّد الجواب
ألا يا نوف هدّي ثم شيلي * وروحي واسكني بأرض خراب
ألا يا طارش الخلاّن سلّم * على الديرة ومع كل القـراب
وريد أرسل سلامي يم هلنا * سلامي مع هبوب الريح طاب
وسلّم لي على نوف الحزين * ة ألا يـا نوف شقّي للثيـاب
ألا يا نوف قصّي لي جعودك* وحطيها بقبري مع التراب
ألايا نوف شقّي الثوب شقيّ* وعقبي حرمي لف العصاب
ألا يا نوف لو تبكي عليّ * سواد الكحل وسط العين ذاب
ألا يا نوف نوصيّك وصية * من بعدي لا يغروك الشباب
ألا يا نوف عند ديب أشبه * كريم الأصل رأسه بالسحّاب
ألا يا نوف ربي لي جنيني * فرخ البـاز يا طير العقاب
عبد الكريم ربيتـك مدلل * تهجم على الطواب وما تهاب
وصيتي لك أبد لا تزعلينه * عساه يصير سابق بالحراب
على عز المراجل علميه * كرامة لخاطري يامّ العصاب
على فرقاي نوحي يا حزينة* على طول الدهر يامّ الهداب
ألا يا نوف عقبي لا تخوني * وعهد الله احفظي في غيابي
أخـاف يحلّكم طير المنايا * وتبقى الحـال طمعات الذئاب
وتلقي الـوالدة تبكي ولدهـا * ولا ينفع بكـاهـا والنحّـاب
على علمي جموع العدو جوّكم * كما يرقى لوى في وسط غاب
ألا يـا نوف هـدّي ثمّ شيلي * لبيت الفضل هم لي صحاب
ربـوع ينفعون بيوم غـارة * حصون محصّنة ضدّ الغرابأ
يا بن الفضل يا راعي المواقف * حماً للبيض يا عزّ الصحاب
وختـامي بالصلاة على محمّد * نبيّ الله يـا خير النسـاب
الشهيد محمد بن ملحم
وهو يقصد لبيت الفضل أخواله أمراء الموالي ربع الأمير شايش الكريم لأن اصله من الفضل بن ربيعة كما ذكرت سابقاً حدثني الأخ الكريم الأستاذ الكاتب المؤلف الألمعي عبدالكريم ناصيف صاحب رواية "الطريق إلى الشمس الثلاثية الروائية" التي ترجمت إلى اللغة الصينية ورواية"الحلقة المفرغة" ورواية " أفراخ ليلة القدر" والدراما التلفزيونية "الذئاب" قالي كان والدي وعمتّي يحفظان هذه القصيدة بكاملها وتغنى عندنا في القرية دوماً على الموسيقى الربابة وقد سمّاني والدي رحمة الله : عبدالكريم تيمناً باسم عبدالكريم بن الشيخ الشهيد محمد الملحم وكان دوماً يقول طفولتي رحمة الله : أريدك ياعبدالكريم تهجم على الطواب وما تهاب كما وصفك الشهيد محمد الملحم وها أنذا قد حقّق أمل الشيخ الملحم وسطّرت هذه القصيدة وسط كتابي هذا كما قال في أولها
(بيوت مسطّرة وسط الكتاب )
أعدم في سنة
اعدام الشيخ محمد بن ملحم المزيد. سنة 1338هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق